(فلا تبتئس لصروف الزمان * ودعني فإن يقيني يقيني) من المتقارب 66 أبو سليمان الخطابي أحمد بن محمد بن إبراهيم كان يشبه في عصرنا بأبي عبيد القاسم بن سلام في عصره علما وأدبا وزهدا وورعا وتدريسا وتأليفا إلا أنه يقول شعرا حسنا وكان أبو عبيد مفحما ولأبي سليمان كتب من تأليفه وأشهرها وأسيرها كتاب في غريب الحديث وهو في غاية الحسن والبلاغة وأنشدني غير واحد له (وما غمة الإنسان في شقة النوى * ولكنها والله في عدم الشكل) (وإني غريب بين بست وأهلها * وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي) من الطويل وقد أخذ هذا المعنى عمر بن أبي عمر السجزي فقال (وليس اغترابي في سجستان أنني * عدمت بها الإخوان والدار والأهلا) (ولكنني ما لي بها من مشاكل * وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا) من الطويل وأنشدني أبو الفتح قال أنشدني أبو سليمان لنفسه (شر السباع العوادي دونه وزر * والناس شرهم ما دونه وزر) (كم معشر سلموا لم يؤزهم سبع * وما نرى بشرا لم يؤذه بشر) من البسيط وأنشدني له أيضا (ما دمت حيا فدار الناس كلهم * فإنما أنت في دار المداراة)
(٣٨٣)