أوصافي لمولاي أدام الله تعالى عزه تودع الشوق إليه حبات القلوب كما تملأ له بالمحبة أوساط الصدور فلا تغادر ذا قدح فائز في الفضل وخصل سابق في خصال العلم إلا ونار الحنين حشو ثيابه أو يرحل إليه وينيخ ركائب السير لديه لا جرم أن جل من يحضرني يطالبني بالإذن له في قصده ويهتبل غرة الزمان في الخطوة بقربه نعم وذوو التحصيل إذا حظوا لدي بزلفة وأحصفوا عروة خدمة واعتقدوا أنهم إن لم يعتمدوا ظله ولم يعتلقوا حبله كانوا كمن حج ولم يعتمر ودخل ظفار ولم يحمر إلا أن جميعهم إذا دفعته اندفع وإذا خدعته انخدع غير واحد ملط ملحف مشط يغريه الرد بالمراجعة ويغويه المنع للمعاودة ويقول بملء لسانه إلى أن يسأم ويقتضي طول زمانه حتى يسأم وكم جررته على شوك المطل ونقلته من حزن إلى سهل وصرفته على إنجاز وعد بوعد ودفعته من استقبال شهر إلى انسلاخ شهر ثم خوفته كلب الشتاء أجعل الربيع موعدا وحذرته وهج المصيف أعطيه للخريف موثقا وكم شغلته بعمالة بعد عمالة ووفادة بعد وفادة أريد في كل أن أصدفه عن وجهته وأصده عن عزمته ليس لغرض أكثر من أن السؤال منه والدفاع مني تساجلا والالتماس منه والامتناع من جهتي تقابلا فلما خشيت صبابته بأصبهان أن يردها بل بخدمة مولاي أن يعتقدها تجنى على قلبه أو يتحيف بمس من الجنون ثابت عقله ألقيت حبله على غاربه وبردت بالإذن جمرات
(٣٠)