(وللسابق البادي من الفضل رتبة * تقصر بالتالي وإن بلغ العذرا) (أتتنا عذاراك اللواتي بعثتها * لتوسعنا علما وتلبسنا فخرا) (فأفصحن عن عذر وطوقن منة * وقلن كذا من قال فليقل الشعرا) (فأوليتها حسن القبول معظما * لحق فتى أهدى بهن لنا ذكرا) (تناهي النهى فيها وأبدع نظمها * خواطر ينقاد البديع لها قسرا) (إذا لحظت زادت نواظرنا ضيا * وإن نشرت فاحت مجالسنا عطرا) (تنازعها قلبي مليا وناظري * فأعطيت كلا من محاسنها شطرا) (فنزهت طرفي في وشي رياضها * وألقطت فكري بين ألفاظها الدرا) (تضاحكنا فيها المعاني فكلما * تأملت منها لفظة خلتها شعرا) (فمن ثيب لم تفترع غير خلسة * وبكر من الألفاظ قد زوجت بكرا) (يظل اجتهادي بينهن مقصرا * وتمسي ظنوني دون غايتها حسرى) (إذا رمت أن أدنو إليها تمنعت * وحق لها في العدل أن تظهر الكبرا) (وقد صدرت عن معدن الفضل والعلا * وقد صحبت تلك الشمائل والنجرا) (فتمت لك النعمى وساعدك المنى * ومليت في خفض أبا عمر العمرا) (كفتنا وإياك المعاذير نية * إذا خلصت لم تذكر الوصل والهجرا) (مدحت فعددت الذي فيك من علا * وألبستني أوصافك الزهر الغرا) (وما أنا إلا شعبة مستمدة * لمغرز فيض منك قد غمر البحرا) (وقد كان ما بلغته من مقالة * أنفت بها للفضل أن يألف الصغرا) (إذا البلد المعمور ضاق برحبه * على ماجد فليسكن البلد القفرا)
(٢٤)