الملح فأهدى إليه ابن بابك مجلدة من شعره بخطه يسحب ذيلها على الروض الممطور والوشي المنشور واللؤلؤ المنثور فلم أدر الدفتر أملح أم الخط أحسن أم الشكل أصبح أم اللفظ أبرع أم المعنى أبدع وجمعت يدي منها على الضالة المنشودة والغريبة الموجودة فأخرجت منها غررا ما هي إلا أنس المقيم وزاد المسافر ومنية الكاتب وتحفة الشاعر كقوله في وصف الشراب من قصيدة (عقار عليها من دم الصب نفضة * ومن عبرات المستهام فواقع) (معودة غصب العقول كأنما * لها عند أرباب الرجال ودائع) (تحير دمع المزن في كأسها كما * تحير كما في ورد الخدود المدامع) الطويل وقوله من أخرى في وصف إضرام النار في بعض غياض طريقه إلى الصاحب (ومقلة في مجر الشمس مسحبها * أرعيتها في شباب السذقة الشهبا) (حتى أرتني وعين النجم فاترة * وجه الصباح بذيل الليل منتقبا) (وليلة بت أشكو الهم أولها * وعدت آخرها أستنجد الطربا) (في غيضة من غياض الحزن دانية * مد الظلام على أرواقها طنبا) (يهدى إليها مجاج الخمر ساكنها * فكلما دب فيها أثمرت لهبا) (حتى إذا النار طاشت في ذوائبها * عاد الزمرد من عيدانها ذهبا) البسيط ومنها (مرقت منها وثغر الصبح مبتسم * إلى أغر يرى المذخور ما وهبا) (ذو غرة كجبين الشمس لو برقت * في صفحة الليل للحرباء لانتصبا) (يا أغزر الناس أنواء ومحتلبا * وأشرف الناس أعراقا ومنتسبا)
(٤٣٨)