(كانت تقاعس لو ما كنت قائدها * تقاعس البازل المحبوب في شطن) (تستوقف الركب إن مرت معارضة * يهدي عقيلتها العذراء من لمن) ذكر وفاة أبي إسحاق وما رثاه به الموسوي توفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة من شوال سنة اربع وثمانين وثلاثمائة وكانت سنوه أحدى وتسعين سنة قمرية فرثاه أبو الحسن بهذه القصيدة الفريدة التي أفصح بها عن بعد شأوه في الشعر وعلو محله في كرم العهد وقد كتبتها كلها لحسن ديباجتها وكثرة رونقها وجودة ألفاظها ومعانيها واستهلالها [من الكامل]:
(أعلمت من حملوا على الأعواد * أرأيت كيف خبا ضياء النادي) (جبل هوى لو خر في البحر اغتدى * من وقعه متتابع الإزباد) (ما كنت أعلم قبل دفنك في الثرى * أن الثرى يعلو على الأطواد) (بعدا ليومك في الزمان فإنه * أقذى العيون وفت في الأعضاد) (لا ينفد الدمع الذي يبكي به * إن القلوب له من الامداد) (كيف انمحى ذاك الجناب وعطلت * تلك الفجاج وضل ذاك الهادي) (طاحت بتلك المكرمات طوائح * وعدت على ذاك الجلال عوادي) (قالوا أطاع وقيد في شطن الردى * أيدي المنون ملكت أي قياد) (من مصعب لو لم يقده إلهه * لقضائه ما كان بالمنقاد) (هذا أبو إسحاق يغلق رهنه * هل ذائد أو مانع أو فادي)