(وفطمتني من بعدها عنها فقد * أصبحت ذا حزن يقيم ويقعد) (من اين لي مهما أردت الشرب عندك * يا أخا العلياء صبر يوجد) فاستطاب هذا الشعر وأعجب به واستدعاني من غده فحضرت وأبناء المنجم في مجلسه وقد أعدا قصيدتين في مدحه فمنعهما من النشيد لأحضره فأنشدا وجودا وتمام هذه القصة في ذكر بني المنجم فصل من كتاب الروزنامجة أيضا قد حضرنا حجرة تعرف بحجرة الريحان فيها حوض مستدير ينصب اليه الماء من دجلة بالدواليب وقد مدت الستارة وفيها حسن العكبراوية فغنت من الوافر (سلام أيها الملك اليماني * لقد غلب البعاد على التداني) فطرب الأستاذ أبو محمد أيده الله تعالى بغنائها واستعادها الصوت مرارا وأتبعته أبياتا وهي [من الكامل]:
(تطوي المنازل عن حبيبك دائما * وتظل تبكيه بدمع ساجم) (هلا أقمت ولو على جمر الغضا * قلبت أو حد الحسام الصارم) وتبعتها جارية ابن مقلة ولا غناء أطيب وأطرب وأحسن من غنائها فغنت بيتين للأستاذ وهما من مجزوء الكامل (يا من له رتب ممكنة * القواعد في الفؤاد)