هذا البيت مما أحسن فيه وضمنه خمس تشبيهات بغير أداة التشبيه (إنسانة لو بدت للشمس ما طلعت * من بعد رؤيتها يوما على أحد) (كأنما بين غابات الجفون لها * أسد الحمام على طرق الهوى رصدي) وقوله (قد سترت وجهها عن النظر * بساعد حل عقد مصطبري) (كأنه والعيون ترمقه * عمود نور في دارة القمر) من المنسرح وقوله (جعلت تشتكي الفراق وفي أجفانها * عقد لؤلؤ منثور) (فكأن الكحل السحيق مع الدمع * على خدها بقايا سطور) من الخفيف وقوله في قوس قزح مع البروق والشمس (سقيا ليوم ترى قوس السماء به * والشمس مسفرة والبرق خلاس) (كأنها قوس رام والبروق له * رشق السهام وعين الشمس برجاس) من البسيط وقوله وهو مما يتغنى به (لا تنكري ما بي فليس بمنكر * عند التفرق دهشة المتحير) (يا هذه روحي إليك هدية * فتجملي في أخذها لي واعذري) (وتأملي غير الزمان فإنها * تحكي تغير عهدك المتغير) (ولرب ليل ضل عنه صباحه * وكأنه بك خطرة المتذكر) (والبدر أول ما بدا متلثما * يبدي الضياء لنا بخد مسفر)
(٣٣٨)