عناية بها وحياطة لها ورعاية لموالاتك فيها فلما عرضه على الوزير عبد الله بن سليمان ارتضاه جدا واستحسنه وقال له تسميتك إياه بالوديعة نصف البلاغة ووقع له بالزيادة في إقطاعه ومشاهرته ولما قرئ الفصل من إنشاء الصابي بحضرة أبي تغلب اعتمد في الجواب عنه على أبي الفرج الببغاء وكتب كتابا يشتمل على هذا الفصل الذي هو الجواب عن الفصل المذكور وهو وأما أبو النجم بدر الحرمي أيده الله المستوجب للارتضاء والإحماد الموفى بمناصحته على كل مراد فقد أدى الأمانة إلى متحملها وسلم الذخيرة الجليلة إلى متقبلها فحلت من محل العز في وطنها وأوت من حمى السؤدد إلى مستقرها وسكنها متنقلة من عطن الفضل والكمال إلى كنف السعادة والإقبال وصادرة عن أنبل ولادة ونسب إلى أشرف اتصال وأنبه سبب وفي اليسير من لوازم فروضها وواجبات حقوقها ما صان رعايتي عن الوصاة بها ونزه وفائي عن الاستزادة لها وكيف يوصي الناظر بنوره أم كيف يحض القلب على حفظ سروره وإن سببا قرن بإحماد أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ذكرى ووصل بحبل السيد العم ركن الدولة أدام الله تأييده حبلي ومنح عز الدولة أيده الله مكنون ودي واختص الأخوة من ولد أبيه السعيد رضي الله عنه وأيدهم بوثيق عهدي إلى أن صرت بفضل الجماعة قائلا ودونها بالنية والفعل مناضلا وبمحاسنها المجموعة إلى ناطقا وبمالي عندها من المساهمة والمشاركة واثقا لحقيق بالتناهي في الإعظام وخليق بالمبالغة في الإيجاب والإكرام والله يعين على ما اعتقده من ذلك وأخفيه ويوفقني لما يوفي على المحبة والبغية فيه بمنه وقدرته وحوله وقوته
(٣١٥)