(أتعرفها فيما تقدم خاليا * لعير إذا ما صاح أو جمل رغا) (فيا لك حرفا زدت فضلا بنقصه * فأصبحت منه بالكمال مسوغا) (بقيت ولا تعدم بقاء مرفها * وعشت ولا تعدم معاشا مرفغا) من الطويل ولما نقل عز الدولة باختيار ابنته المزوجة بعدة الدولة أبي تغلب إليه بالموصل كتب عنه أبو إسحاق في معناها فصلا من كتاب استحسنه الناس وتحفظوه وأقر له بالبراعة والبلاغة كل بليغ وهو قد توجه أبو النجم بدر الحرمي وهو الأمين على ما يلحظه الوفي بما يحفظه نحوك يا سيدي ومولاي أدام الله عزك بالوديعة وإنما نقلت من وطن إلى سكن ومن مغرس إلى معرس ومن مأوى بر وانعطاف إلى مثوى كرامة وإلطاف ومن منبت درت لها نعماؤه إلى منشأ تجود عليها سماؤه وهي بضعة مني انفصلت إليك وثمرة من جنى قلبي حصلت لديك وما بان عني من وصلت حبله بحبلك وتخيرت له بارع فضلك وبوأته المنزل الرحب من جميل خلائقك وأسكنته الكنف الفسيح من كرم شيمك وطرائقك ولا ضياع على ما تضمه أمانتك ويشتمل عليه حفظك ورعايتك وأرجو أن يقرن الله موردها بالطائر السعيد والأمر الرشيد والعز الزائد والمجد الصاعد والنماء في الائتلاف والعصمة من الفرقة بالخلاف حتى تكون عوائد البركة بأحوالها منوطة ومن عوادي الأيام وغيرها محوطة وإنما ألم أبو إسحاق في تسميته لها بالوديعة بالفصل الذي كتبه جعفر ابن محمد بن ثوابة عن المعتضد إلى ابن طولون في ذكر ابنته قطر الندى المنقولة إليه وهو وأما الوديعة أعزك الله فهي بمنزلة ما انتقل من شمالك إلى يمينك
(٣١٤)