وما باله يسلم على حرم الملوك ويذكر منهن ما يذكره المتغزل في قوله (يعلمن حين تحي حسن مبسمها * وليس يعلم إلا الله بالشنب) من البسيط وكان أبو بكر الخوارزمي يقول لو عزاني إنسان عن حرمة لي بمثل هذا لألحقته بها وضربت عنقه على قبرها قال الصاحب ولقد مررت على مرثية له في أم سيف الدولة تدل على فساد الحس على سوء أدب النفس وما ظنك بمن يخاطب ملكا في أمه بقوله (بعيشك هل سلوت فإن قلبي * وإن جانبت أرضك غير سالي) من الوافر فيتشوق إليها ويخطئ خطأ لم يسبق إليه وإنما يقول مثل ذلك من يرثي بعض أهله فأما استعماله إياه في هذا الموضع فدال على ضعف البصر بمواقع الكلام وفي هذه القصيدة (رواق العز فوقك مسبطر * وملك علي ابنك في كمال) ولعل لفظة الاسبطرار في مراثي النساء من الخذلان الرقيق الصفيق المتبر قال ولما أبدع في هذه القصيدة واخترع قال (صلاة الله خالقنا حنوط * على الوجه المكفن بالجمال) فلا أدري هذه الاستعارة أحسن أم وصفه وجه والدة ملك يرثيها بالجمال أم قوله في وصف قرابتها وجواريها (أتتهن المصائب غافلات * فدمع الحزن في دمع الدلال)
(٢٠٩)