ابن مقاتل لما مدح الداعي بقوله (لا تقل بشرى ولكن بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان) من الرمل فإنه نفر من قوله لا تقل بشرى أشد نفار وقال أعمى وتبتدئ بهذا في يوم مهرجان قال الصاحب ومن عنوان قصائده التي تحير الأفهام وتفوت الأوهام وتجمع من الحساب ما لا يدرك بالأرتيماطيقي وبالأعداد الموضوعة للموسيقى (أحاد أم سداس في أحاد * لييلتنا المنوطة بالتنادي) من الوافر وهذا كلام الحكل ورطانة الزط وما ظنك بممدوح قد تشمر للسماع من مادحه فصك سمعه بهذه الألفاظ الملفوظة والمعاني المنبوذة فأي هزة تبقى هناك وأي أريحية تثبت هنا وقد خطأه في اللفظ والمعنى كثير من أهل اللغة وأصحاب المعاني حتى احتيج في الاعتذار له والنضح عنه إلى كلام لا يستأهله هذا البيت ولا يتسع له هذا الباب ومن ابتداءاته البشعة التي تنكرها بديهة السماع قوله (ملث القطر أعطشها ربوعا * وإلا فاسقها السم النجيعا) من الوافر وقوله (أثلث فإنا أيها الطلل * نبكي وترزم تحتنا الإبل) من الكامل
(١٨٣)