فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب حتى يملا تلك الأماكن بالاطعام والانبات كامتلائها بالثلج وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها فان ذلك دليل على جور السلطان ونعى أصحاب الثغور وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالبا على المساكن والشجر والناس فإنه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم أو جائحة على أموالهم على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها وكذلك إن رأى في الحاضرة وفى غير مكان الثلج كالدور والمحلات فان ذلك عذاب وبلاء وأسقام أو موتان وأغرام يرمى عليهم وينزل عليهم وربما دل على الحصار والعطلة عن الاسفار وعن طلب المعاش وكذلك الجليد لأنه لا خير فيه وقد يكون ذلك جلدا من السلطان أو ملك أو غيره وأما البرد فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئا ولا ضر أحدا فإنه خصب وخير وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفور فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية ويجمعونه في الأسقية وكذلك الثلج أو الجليد فإنها قوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض وإن أضر البرد بالزرع
(٥٧)