الأرض على الدنيا والسماء على الآخرة لان الدنيا أدنيت والآخرة أخرت سيما أن الجنة في السماء وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها وعلى أهلها وساكنها وتدل على السفر إذا كانت طريقا مسلوكا كالصحاري والبراري وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها وتدل على الأمة والزوجة لأنها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها وربما كانت الأرض أما لأنا خلقنا منها فمن ملك أرضا مجهولة استغنى إن كان فقيرا أو تزوج إن كان عزبا وولى إن كان عاملا وإن باع أرضا أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة وافتقر إن كان موسرا سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلا أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظارا فان خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة وإن كان على خلاف ذلك فالامر على ضده وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره فان رأى كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة فان خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصبا وإن رآها انشقت فلم يخرج منها
(٦١)