السيل: يدل دخوله إلى المدينة على الوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لونه لون الدم أو كدرا وقد يدل على دخول عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة وإلا كان الناس منه في مخافة فان هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم فإنه عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة، وقال بعضهم السيل هجوم العدو كما أن هجوم العدو سيل فان صعد السيل الحوانيت فإنه طوفان أو جنود من سلطان جائر هاجم والسيل عدو مسلط فان رأى أن الميازيب تسيل من غير مطر فذلك دم يهراق في تلك البلدة أو المحلة فان رأى أنها سالت من مطر وانصب ماؤها فإنها هموم تنجلي عن أهل ذلك الموضع وخصب ودولة بقدر الميازيب فان لم تنصب الميازيب فهو دون ذلك وإن انصب الميزاب على انسان وقع عليه العذاب فان طرق السيل إلى النهر فإنه توقع عدو له من قبل الملك ويستعين برجل فينجو من شره ومن رأى أنه سكر السيل عن داره فإنه يعالج عدوا ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه. وحكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت الميازيب تسيل من غير مطر ورأيت الناس يأخذون منه فقال ابن سيرين ألا تأخذ فقال الرجل إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئا فقال قد
(٥٤)