أحسنت فلم يلبث إلا يسيرا حتى كانت فتنة ابن المهلب وتدل الميازيب على الأفواه وعلى الرقاب وعلى العيون بجريانها من أعالي الدور وربما دلت على الارزاق فمن رأى ميازيب الناس تجرى من مطر وكان الناس في كرب وهم درت أرزاقهم وانجلت همومهم لأنها مفارج إذا جرت وأما جريانها من غير مطر ففتنة ومال حرام وأما حركة أفواه الرجال وألسنتهم في الفتنة النازلة بما لا يعنيهم وإما دماء سائلة ورقاب مضروبة وإن كان جريانها بالدم فهو أو كد لذلك وأما جريان الميازيب في البيوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصا على الولد والحمل فإياس منه لذهاب مائه من فرجه في غير وعائه وقد يدل ذلك على العيون الهطالة في ذلك المكان على ما تدل عليه بقية الرؤيا.
الوحل: في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك فان رأى ذلك مريض دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه فإنه خروجه من المرض وعافيته وغير المريض إذا مشى فيه أو وحل فيه دخل في فتنة وبلاء وغم أو سجن ويد سلطان فان خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة سلم مما جل فيه من الاثم في الدين والعطب في الدنيا وإلا ذله على قدر ما أصابه وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره كان ذلك أصعب وأشد في