مكروها في التأويل مثل التين والعنب الأسود والبطيخ الأصفر والحبوب المكروهة في التأويل والبقول والكوامخ والصحناء فان تأويل ذلك هم ولا خير فيه، ومن رأى كأن به أثر كي عتيق أو حديث ناتئ من الجلد فإنه يصيب دنيا من كنوز إن عمل بها في طاعة الله فقد فاز وإن عمل بها في معصية الله كوى بذلك الكنز يوم القيامة كما قال الله عز وجل، وفى وجه آخر إن أثر الكي إذا كان فزع منه ولم يؤلمه فإنه من الذي يقال فيه آخر الأدواء الكي فعند ذلك يجرى مجرى الدواء فان رأى أنه يكوى بالنار كيا موجعا فهو لذعه من كلام سوء، ومن رأى أنه يستظل بشجر قرع أو بورقه نابتا على شجره فإنه يستأنس من وحشته ويستقبل أمره بصلاح له وموادعة بينه وبين من ينازعه فان رأى أنه يأكل القرع مطبوخا قطعا لا يخالطه شئ ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل أو مما يكره نوعه في التأويل لان التوابل هم وحزن إذا كان يأكل من القرع مطبوخا لم يتغير عن طعمه فهو يرجع إليه شئ قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه أو قرة عين فاتنة ترجع إليه أو اجتماع شمل كان تفرق عنه أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته وكلما كان طعمه أطيب وألين فالامر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد فان رأى أنه يأكل القرع نيئا على غير ما وصفت
(٣٦٦)