وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء فإنه منقرض من الدنيا وأما من رأى أنه يجز به صوفا أو وبرا أو شعرا من جلد أو ظهر دابة فإنه يجمع مالا بفمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه وأما إن جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم فإنه رجل خائن أو مغتاب كما قال الشاعر: * كأن فكيك للاعراض مقراض * ومنه فلان يقرض فلانا، وأما الإبرة فدالة على المرأة والأمة لثقبها وإدخال الخيط فيها بشارة بالوطئ وإدخال غير الخيط فيها تحذير لقوله تعالى - ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط - وأما أن خاط بها ثياب الناس فإنه رجل ينصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لان النصاح هو لخيط في لغة العرب والإبرة المنصحة والخياط الناصح وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيرا واجتمع شمله إن كان مبددا وانصلح حاله إن كان فاسدا وأما إن رفأ بها قطعا فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحا متقنا وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفا والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة فان رأى كأنه يأكل إبرة فإنه
(٢٧٨)