وأما المرآة: فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنه ينكح غيره ويلقى وجهه وجهه وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكرا كان الناظر أم أنثى وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى الناظر في بيته وجها غير وجهه. وأما المسافر فان ذلك دليل له على الرحلة حتى يرى وجهه في أرض غيره وفى غير المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه فإنه ناظر في أمر أخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثما وغشاوة على قلبه والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه والنظر في مرآة للسلطان عزله عن سلطانه ويرى نظيره في مكانه وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره، وقيل المرآة مروءة رجل ومرتبة على قدر كبر المرآة وجلالها فان رأى وجهه فيها أكبر فان مرتبته فيها ترتفع وإن كان وجهه فيها حسنا فان مروءته تحسن فان رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفة في اليقظة فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية فان رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه فان
(٢٨٣)