المشركين، وكانت لهن أزواج في دار الحرب فلما نزلت نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا لا توطأ الحبالى حتى يضعن ولا غير الحبالى حتى يستبرأن وفيه مضافا إلى ضعف الرواية أن ذلك تخصيص للآية من غير مخصص، فالمصير إلى ما ذكرناه.
قوله تعالى: (كتاب الله عليكم) أي ألزموا حكم الله المكتوب المقضي عليكم، وقد ذكر المفسرون أن قوله: كتاب الله عليكم منصوب مفعولا مطلقا لفعل مقدر، والتقدير: كتب الله كتابا عليكم ثم حذف الفعل وأضيف المصدر إلى فاعله وأقيم مقامه ، ولم يأخذوا لفظ عليكم اسم فعل لما ذكره النحويون أنه ضعيف العمل لا يتقدم معموله عليه، هذا.
قوله تعالى: (وأحل لكم ما وراء ذلكم) ظاهر التعبير بما الظاهرة في غير اولي العقل، وكذا الإشارة بذلكم الدال على المفرد المذكر، وكذا قوله بعده: ان تبتغوا بأموالكم، أن يكون المراد بالموصل واسم الإشارة هو المقدار في قوله: حرمت عليكم أمهاتكم، المتعلق به التحريم من الوطء والنيل أو ما هو من هذا القبيل.
والمعنى: وأحل لكم من نيلهن ما هو غير ما ذكر لكم، وهو النيل بالنكاح في غير من عد من الأصناف الخمسة عشر أو بملك اليمين، وحينئذ يستقيم بدلية قوله: ان تبتغوا بأموالكم، من قوله: وأحل لكم ما وراء ذلكم كل الاستقامة.
وقد ورد عن المفسرين في هذه الجملة من الآية تفاسير عجيبة كقول بعضهم: إن معنى قوله: (وأحل لكم ما وراء ذلكم): أحل لكم ما وراء ذات المحارم من أقاربكم، وقول بعض آخر: إن المراد: أحل لكم ما دون الخمس وهي الأربع فما دونها أن تبتغوا بأموالكم على وجه النكاح، وقول