نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٢
القول الفصل في عدالة الصحابة استذكار وتلخيص لوجهتي نظر السنة والشيعة رأينا أن الصحبة لغة واصطلاحا تعني كل الذين لقوا النبي وآمنوا به أو تظاهروا بهذا الإيمان وماتوا وهم على هذا الإيمان أو التظاهر به، وأن أهل السنة قد أجمعوا على أن كل هؤلاء عدول بلا استثناء، ورأينا أن نظرية عدالة كل الصحابة تتعارض مع النصوص الواردة في السنة المطهرة القولية والفعلية والتقريرية، وتتعارض مع النصوص الشرعية القاطعة الواردة في القرآن الكريم، بل وتتعارض مع الغاية من الحياة، ومع منطق الأشياء والروح العامة للإسلام. وقد أثبتنا هذا التعارض، وحرصنا على سوق الأمثلة والتبسيط، وتبين لنا أن الصحابة شرعا وبالضرورة قسمان:
1 - الصادقون: وهم عدول بإجماع كل المسلمين من شيعة وسنة، ولا خلاف بينهما في هذه الناحية.
2 - غيرهم: وهم موضع الخلاف. فبينما يرى أهل السنة أن كل الصحابة بلا استثناء عدول لا فرق بين أول من أسلم وبين صبي رأى النبي أو رآه النبي من حيث وصف العدالة، فالكل عدول ولا يجوز التعرض لهم لا من قريب ولا من بعيد بأي دراسة تؤدي إلى نقدهم أو إلى الانتقاص من أي واحد منهم، ومن يفعل ذلك فهو زنديق أثيم لا تجوز مواكلته أو مشاربته ولا الصلاة عليه. بينما يرى أهل الشيعة أن العدل من عدله الله وعدله رسول الله. والحقيقة الشريعة المجردة هي ضالة المؤمن. وقد بين الشرع الحنيف وسائل استكشاف هذه الحقيقة، ورشد حركة المسلم في هذا الاستكشاف وأعطاه الملكات العقلية التي تساعده على ذلك وتحقق غايته إن تجرد من الهوى، فإذا كان سيد الخلق محمد بشرا يصيب ويخطئ - كما يقولون - فما الذي يمنع طفلا رأى النبي أو رآه النبي من أن يخطئ أو أن يكذب؟ وأين هو الحكم الشرعي الذي يحجر على العقل البشري ويمنعه من أن يتحرى الحقيقة عند هدا أو ذاك. فهناك من قتل الصحابة، وهناك من سرق، وهناك من كذب، وهناك من زنى، وهنالك من أحيل للقضاء بعد انتقال
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331