نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦
السياسية في الإسلام، وسيكتشف القارئ المتمعن أن هذه المواضيع الأربعة تتشابك مع بعضها تشابكا عضويا يتعذر فصله، وفي كل موضوع من هذه المواضيع سقت رأي أهل السنة باعتباره رأيا إسلاميا، قاد أصحابه الأمة الإسلامية طوال التاريخ، بعد أن استخرجته من مصادر أهل السنة المعتبرة، ثم سقت رأي أهل الشيعة، باعتباره رأيا إسلاميا تولى مهمة المعارضة طوال التاريخ الإسلامي، بعد أن استمزجت هذا الرأي من مصادر أهل الشيعة. وبعد ذلك وضعت تحت تصرف عشاق الحقيقة الشرعية المجردة حكم الشرع في كل موضوع من تلك المواضيع.
فجاء البحث وحيد زمانه شكلا وموضوعا ومنهجية، وحسب علمي القاصر، فإنه لأول مرة في العصر الحديث يتم تناول هذا الموضوع من قبل عربي من أهل السنة بهذا الشمول والتكامل والموضوعية، وبهذا الحجم من المعلومات والمراجع.
ولم أخف ولائي لآل محمد خاصة، ولبني هاشم عامة، ومن يلمني بولائي لهم وهم الثقل الأصغر والقرآن هو الثقل الأكبر، والهداية لا تدرك إلا بهما معا، والضلالة لا يمكن تجنبها إلا بهما معا كما هو ثابت في النصوص الشرعية القاطعة، وكيف يلمني لائم وهم سفن النجا، ونجوم الأمان والهدي في كل ليل كما هو ثابت في النص، وهم الحل، فالنبي هو القاسم المشترك بين المسلمين، وحصر القيادة والولاية في أولاده تطييب لنفوس الجميع، وانتزاع لجذور الطمع بها من نفوس الجميع، ونبذ التنافس عليها مما يؤدي إلى الاستقرار، ناهيك عن فضل القرابة الطاهرة على الإسلام، فهم الذي حموا النبي ومنعوه، وهم الذين حاصرتهم كل قبائل العرب مجتمعة وبلا استثناء ثلاث سنين في شعاب أبي طالب، وللعرب مطلب واحد وهو أن يسلم الهاشميون محمدا، أو أن يخلوا بينه وبين العرب ليقتلوه، ولو استجاب الهاشميون لأحد هذين المطلبين لما قامت للإسلام قائمة، ولقتل النبي (ص) كما قتل غيره من الأنبياء، فضلا عن جهاد الهاشميين الذي لا ينكره أحد، وتضحياتهم التي لا تخفى على أحد. هذا غيض من فيض من مبررات ولائي وشغفي، فمن يلمني بعد ذلك؟
إلهي ومولاي، أنت تعلم سري وعلانيتي، وتعلم أنني ما قصدت إلا رضاك، فإن أصبت فمنك، إنك نعم المولى ونعم النصير، وإن أخطأت فمن نفسي، وثانية
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 9 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331