نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤
التداعيات والانهيارات السياسية واقعيا، وبدأت معها عمليات التعتيم والتظاهر بالسلامة، والتستر على هذه الانهيارات، ظنا من أرباب تلك العمليات أنها قد تعطي الفرصة لإيقاف تلك الانهيارات، فلا يسمع بها أحد، ولا يشمت بالدين وأهله شامت، ولكن الانهيارات لم تتوقف، بل توالت عبر التاريخ، ومهد الانهيار إلى انهيار، حتى تحول النظام السياسي في الإسلام إلى هيكل عظمي لم يبق له من الإسلام إلا الاسم، حيث اختفى وانهار نهائيا بسقوط آخر سلاطين بني عثمان، واستفاق المسلمون من ذهولهم، فإذا بالأمة الواحدة أمم ممزقة، تحيا الحيرة والضياع، فلو أرادت أن تتحد لما عرفت، كيف تتحد - كما يقول العقاد في ميزانه، وإذا بدولة الإسلام الواحدة دول، وإذا بحمى الإسلام يتحول إلى مائدة تتداعى فيها الأمم، والعالم من حولنا تتحكم به شريعة الغاب، وقد أنشبت المادية أظافرها في ذاته فأدمتها، يجري وراء السراب، يتوهم أنه اكتشف العلاج الذي يوقف النزيف، ويحاول أن يجر إليه البشرية جرا، تحت شعار الرحمة وإكراه المريض على تناول العلاج. وبينما الطبول تصدر أنغام الفرح والمسرة، يكتشف العالم أن الذي تصوره علاجا كان وهما، وليس انهيار العقيدة الشيوعية ببعيد.
لماذا حدثت الانهيارات؟ لماذا توالت؟ حتى حولت النظام السياسي الإسلامي إلى هيكل عظمي وأخرجته عن معناه وصورته، ثم أتت عليه ورفعته من واقع الحياة بعد أن أبطلت مفعول المنظومة الحقوقية الإلهية وحرمت الجنس البشري من التداوي بعلاج الإسلام ومن الانتفاع بمنظومته؟ أين يكمن سبب ذلك كله؟ من المحال عقلا أن يكون سبب كل هذه البلايا والمحن من المنظومة الحقوقية ذاتها، لأنها من صنع الله الذي أتقن كل شئ خلقه!
إذن، فمن المؤكد أن السبب في كل ذلك يكمن في الذين قادوا التاريخ السياسي الإسلامي وصنعوه، أو في الأمة التي اشتركت معهم في صناعة هذا التاريخ وإخراجه، أو بالاثنين معا!
الأحزاب الدينية العربية التي تولت قيادة موكب التقليد الأعمى، وتاجرت بالآلام، وخلطت كل الأوراق لغاية في نفس يعقوب، تحاول بكل قواها أن تلقي بروع الناس، أن فهم هذه الأحزاب للإسلام هو الإسلام بعينه، وأنه لا فرق بين
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 9 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331