نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٢
فقتل الطفلين لا يقدم ولا يؤخر في ملك معاوية أو ملك ابنه. وهذا العمل بكل المقاييس عمل وحشي لا يمكن تبريره، فهل يعقل أن من يقوم بهذا العمل أو يأمر به من الصحابة العدول؟ وهل يعقل أن يدخله الله الجنة؟ نعم بالتقليد يقبل كل غريب ولكن وفق قواعد الشرع الحنيف فإنه غير مقبول. ومن هنا فإن واقع الحال وما جرى بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) ينقض نقضا كاملا نظرية كل الصحابة عدول لأن ما جرى يناقضها. وما وجدت هذه النظرية أصلا إلا لغايات سياسية، كما سنثبت ذلك ولتغطية الخروج على الشرعية ولتبرير توسيد الأمر لغير أهله والله غالب على أمره ثم تناقل الناس هذه النظرية تقليدا كتناقل الأزياء.
4 - نظرية عدالة الصحابة تتعارض مع روح الإسلام العامة ومع حسن الخاتمة ومع الغاية من الحياة نفسها فالله سبحانه وتعالى ما خلق الموت والحياة، وما خلق الأرض وما عليها إلا ليمتحن خلقه أيهم أحسن عملا، بدليل قوله تعالى:
* (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) * (سورة الكهف) * (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * (سورة الملك).
فالحياة وجدت لتكون ميدان اختبار للمكلفين، وكل ما في الحياة عنصر من عناصر عملية الاختبار، وتبدأ عملية الاختبار بالتكليف المرتبط بالعقل والتمييز وتنتهي بالموت. فإذا كان كل الصحابة عدول لا يجوز عليهم كلهم الكذب ومحكوم بنزاهتهم، وأنهم جميعا من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحد منهم النار، فهم خارجون تماما عن عملية الابتلاء ولا داعي لامتحانهم، وهذا يناقض الغاية من حياتهم إذ في ذلك إيقاف لعملية الابتلاء الإلهية.
ثم إنها تناقض روح الإسلام العامة لأن الإنسان في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، فقدر المسلم أن يكون ملتزما بأوامر الله حتى يتوفاه الله، وأي خلل بهذا الالتزام يخرجه من دائرة الإسلام ويجر عليه غضب الله بحجم هذا الخلل، والعبرة دائما بحسن الخاتمة. فلو أن مسلما التزم بأوامر الله
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331