نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥١
عمرو بن سعد بن أبي وقاص مظفرا بعد أن أباد ذرية محمد وماتوا وهم عطشى وبجانبهم الفرات حلال حتى للكلاب وحرام على ذرية محمد.
المثال السابع والأخير قال الحسن عليه السلام أثناء اجتماعه بمعاوية: "... يا أهل الكوفة لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإني قد بايعت معاوية...) (1) وكان عليه السلام بعد تولي الخلافة قد خرج في جيش قوامه اثني عشر ألفا وعسكر في المدائن فقام بعض من معه بمباغتته وسلبوه رحله، وتفرقوا عنه وخذلوه، بل أن بعضهم أراد أن يوثقه ويسلمه لمعاوية موثقا، وبعضهم أراد قتله.
تحليل هذه الأمثلة التقتيل والتدمير والتحريق وإبادة البدريين وقتل أحد عشر ألف مسلم بيوم واحد من أهل المدينة المنورة بلا ضرورة أمر يناقض العدالة.
وقتل الأطفال وقتل كل من يظن أنه يهوى ولي الله علي أمر لا يتفق ودعوى العدالة. وسم الحسن، وقتل الحسين، والدوس على جثته الطاهرة بسنابك الخيل وإبادة آل محمد ومنعهم من أن يشربوا من ماء الفرات أمر يناقض الزعم بالعدالة.
هذه الأمور وأمثالها مما لا يحصى تنقض بوقوعها مزاعم كل الذين يقولون إن الصحابة كلهم عدول وإنهم كلهم من أهل الجنة ولا يدخل أحد منهم النار، لأننا لو قلنا بذلك لكان فيه مكافأة للذين انتهكوا محارم الله. إن سم الحسن وقتل الحسين وإبادة أهل البيت، وإبادة أفاضل الصحابة لا يمكن أن يكون اجتهادا إنما هو عدوان. ومن يفعل ذلك لا يمكن أن يكون من العدول بكل المعايير العقلية والدينية ووفق كل الشرائع الوضعية التي عرفها البشر، يترفع أي قائد أمريكي أو فرنسي أو روسي أو وثني من أن يقوم بقتل طفلين صغيرين في غياب أبيهما كما فعل ابن أرطأة،

(1) راجع مروج الذهب.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331