لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٤٣
وذكر صاحب الأحياء قولها للرسول صلى الله عليه وآله (أنت الذي تزعم أنك نبي الله) (12).
وخاصمت النبي صلى الله عليه وآله يوما إلى أبي بكر: فقالت: يا رسول الله اقصد - أي اعدل - فلطم أبو بكر خدها وقال: تقولين لرسول الله اقصد. وجعل الدم يسيل من أنفها (12).
وما إلى ذلك مما ورد فيها، ويضيق عنه المقام. ككسرها الأواني في بيت الرسول صلى الله عليه وآله أثناء غضبها وما إلى ذلك مما ورد في آثار السنة. وحسبنا ما روته هي عن نفسها قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوز فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى أهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال:
لا والله ما أبدلني خيرا منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء " (14).
لقد نزل القرآن موبخا لها في هذا السلوك:
(إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه (أي على النبي صلى الله عليه وآله) فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) (التحريم 4 - 5).
ولم تكن هي أفضل زوجات الرسول صلى الله عليه وآله بنص ما سبق. فقد جاء في

(12) - إحياء علوم الدين الغزالي، كتاب آداب النكاح.
(13) - بإسناد عن عائشة، أورده صاحب الكنز، والغزالي في آداب النكاح.
(14) - الإستيعاب لابن عبد البر المالكي، ومسند أحمد بن حنبل، أسد الغابة، الإصابة لابن حجر وكذلك ذكر البخاري بلفظ آخر ومسلم والترمذي.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 349 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405