فلتة على حين غفلة ولم يحضرها " الحزب المعارض " كما يقال اليوم وهم علي وسائر بني هاشم ومن يرى رأيهم، لم يبق معنا من عقدت له بيعة بالشورى والاختيار إلا علي بن أبي طالب الذي بايعه المسلمون رغم أنفه وتخلف عنه بعض الصحابة فلم يفرض عليهم ولا هددهم.
وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله بالنص من الله وكذلك بالانتخاب من المسلمين وقد أجمعت الأمة الإسلامية قاطبة سنة وشيعة على خلافة علي واختلفوا على خلافة غيره كما لا يخفى. أقول يا حسرة على العباد لو أنهم قبلوا ما اختاره الله لهم لأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ولأنزل الله عليهم بركات من السماء ولكان المسلمون اليوم أسياد العالم وقادته كما أراد الله لهم لو اتبعوه (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
ولكن إبليس اللعين عدونا المبين: قال مخاطبا رب العزة: (فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) (1).
فلينظر العاقل اليوم إلى حالة المسلمين في العالم، وهم أذلاء لا يقدرون على شئ يركضون وراء الدول معترفين بإسرائيل وهي ترفض الاعتراف بهم ولا تسمح لهم حتى بالدخول إلى القدس التي أصبحت عاصمة لها، وإذا ما رأيت بلاد المسلمين اليوم ترى أنهم تحت رحمة أمريكا وروسيا وقد أكل الفقر شعوبهم وقتلهم الجوع والمرض، في حين تأكل كلاب أوروبا شتى أنواع اللحوم والأسماك، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد تنبأت سيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها عندما خاصمت أبا بكر وخطبت خطبتها في نساء المهاجرين والأنصار وقالت في آخرها مخبرة عن مآل الأمة: