الوقت غير شهرين ومع ذلك لم يتكلم به أحد، فكيف بذكرى الغدير التي مضى عليها عام كامل، على أن هذا العيد مربوط بذلك النص على الخلافة فإذا انعدم النص وزال السبب لم يبق لذلك العيد أثر يذكر.
ومضت على ذلك السنون حتى رجع الحق إلى أهله بعد ربع قرن، فأحياها الإمام علي من جديد بعدما كادت تقبر وذلك في الرحبة عندما ناشد أصحاب محمد ممن حضر عيد الغدير أن يقوموا فيشهدوا أمام الناس ببيعة الخلافة فقام ثلاثون صحابيا منهم ستة عشر بدريا وشهدوا (1) والذي كتم الشهادة وادعى النسيان، كأنس بن مالك الذي أصابته دعوة علي بن أبي طالب فلم يقم من مقامه ذلك إلا أبرص فكان يبكي ويقول أصابتني دعوة العبد الصالح لأني كتمت شهادته (2) وبذلك أقام أبو الحسن الحجة على هذه الأمة ومنذ ذلك العهد وحتى يوم الناس هذا وإلى قيام الساعة يحتفل الشيعة بذكرى يوم الغدير وهو عندهم العيد الأكبر، كيف لا وهو اليوم الذي أكمل الله لنا فيه الدين وأتم فيه علينا النعمة ورضي بالإسلام لنا دينا، وهو يوم عظيم الشأن عند الله ورسوله والمؤمنين، ذكر بعض علماء أهل السنة عن أبي هريرة أنه قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.. إلى آخر الخطبة، فأنزل الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) قال أبو هريرة وهو يوم غدير خم من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا (3).