أتبكي أن وصلت رحمي؟ قال: لا. ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو (1) أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا. فقال ألق المفاتيح يا بن أرقم فإنا سنجد غيرك، وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة، فقسمها كلها في بني أمية.
وقال الحلبي في السيرة (2): وكان من جملة ما انتقم به على عثمان أنه أعطى ابن عمه مروان بن الحكم مائة ألف وخمسين أوقية (3).
إقطاع الخليفة عثمان فدك لمروان (4):
عد ابن قتيبة في المعارف (5)، وأبو الفداء في تاريخه (6) مما نقم الناس على عثمان إقطاعه فدك لمروان وهي صدقة رسول الله، فقال أبو الفداء: وأقطع مروان بن الحكم فدك وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي طلبتها فاطمة ميراثا، فروي أبو بكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، ولم تزل فدك في يد مروان وبنيه إلى أن تولى عمر بن عبد العزيز فانتزعها من أهله وردها صدقة.