وبنو الأصفر الملوك ملوك * الروم لم يبق منهم مذكور (1) فحدث به ابن الزبير أباه، فلما فتح الله على المسلمين، قال الزبير:
قاتله الله يأبى إلا نفاقا، أولسنا خيرا من بني الأصفر؟ (2).
نكران الآخرة:
وفي كل موقف يفصح أبو سفيان عما في نفسه من رواسب الجاهلية وعقائدها، ولعل أخطر ما صرح به أبو سفيان بعد إسلامه هو نكرانه لعالم الآخرة، ولما فيها من جزاء، نقرأ ذلك فيما نقله إلينا ابن عبد البر في الإستيعاب من (3) طريق ابن المبارك عن الحسن: أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه فقال: صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار، فصاح به عثمان: قم عني فعل الله بك وفعل.
الإستيعاب (4).
وفي تاريخ الطبري (5): يا بني عبد مناف تلقفوها تلقف الكرة، فما هناك جنة ولا نار.