ولما هم أبو سفيان أن يسلم كتب ابنه معاوية إليه شعرا ينهاه عن ذلك، وقال:
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا خالي وعمي وعم الأم ثالثهم * وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا لا تركنن إلى أمر يكلفنا * والراقصات به في مكة الخرقا فالموت أهون من قول العداة: لقد * حاد ابن حرب عن العزي إذا فرقا (1) أبو سفيان يحب الفتنة!
وكان (2) أبو سفيان يوم بويع أبو بكر يثير الفتن، ويقول: إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم، يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم؟
أين المستضعفان؟ أين الأذلان علي وعباس؟ ما بال هذا الأمر في أقل حي من قريش؟ ثم قال لعلي: ابسط يدك أبايعك، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا. فأبى علي عليه السلام عليه، فتمثل بشعر المتلمس (3):
ولن يقيم على خسف يراد به * إلا الأذلان عير الحي والوتد هذا على الخسف مربوط برمته * وذا يشج فلا يبكي له أحد