إنه غادر المدينة طفلا إلى الطائف مع والده وعاد في خلافة عثمان، أجل كيف يروي الإمام عليه السلام عن مروان هذا وعنده والده ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام؟ فمن كان يستضيء، بالشمس لا يتركها لظلام دامس، وكيف يروي عنه وقد كان يسب جده عليا في كل جمعة وكان ينال من آل البيت ويشتمهم؟ وما هذه العلاقة التي جمعت الإمام بابن الحكم؟ فشتان بين الثرى والثريا وهيهات أن يجتمع النور والظلام.
قال المقريزي في ابن الحكم: " وكان رجلا لا فقه له، ولا يعرف بالزهد، ولا برواية الآثار، ولا بصحبة ولا ببعد همة " (1).
وقد كان الإمام علي بن الحسين سيد علماء عصره، قال فيه الزهري: " ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين " [في أيامه] (2) وقال أيضا: " ما رأيت أحدا كان أفقه منه. وقال ابن وهب عن مالك: لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل علي بن الحسين " (3).