إلا لله.
نعم، يقول المغيرة بن شعبة - زاني ثقيف - إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا أن ندفعها إليهم وعليهم حسابهم (1) ويقول ابن عمر: ادفعوها إليهم وإن شربوا بها الخمر. ويقول: ادفعها إلى الأمراء وإن تمزعوا بها لحوم الكلاب على موائدهم (2). نحن لا نقيم لأمثال هذه الآراء وزنا، ولا أحسب أن الباحث يقدر لها قيمة. فإنها ولائد ظنون مجردة، وقد جاء في أولئك الأمراء بإسناد صححه الحاكم والذهبي من طريق جابر بن عبد الله قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم لكعب ابن عجرة: " أعاذك الله يا كعب من إمارة السفهاء ". قال: وما إمارة السفهاء يا رسول الله؟ قال: " أمراء يكونون بعدي لا يهدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون علي حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي " (3).
فإعطاء الصدقات لأولئك الأمراء من أظهر مصاديق الإعانة على الإثم والعدوان والله تعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا