النصوص الصريحة ولم يستدلوا إلا بما أخرجه علماء السنة في صحاحهم ومسانيدهم.
وإني عندما أستعرض بعض المواقف التي وقفها بعض الصحابة من رسول الله أبقى حائرا مدهوشا، لا من تصرفات هؤلاء الصحابة فحسب ولكن من موقف علماء السنة والجماعة الذين يصورون لنا الصحابة دوما على حق لا يمكن التعرض لهم بأي نقد، وبذلك يمنعون الباحث من الوصول إلى الحقيقة ويبقى يتخبط في التناقضات الفكرية.
وزيادة على ما سبق أسوق بعض الأمثلة التي تعطينا صورة حقيقية على هؤلاء الصحابة ونفهم بذلك موقف الشيعة منهم:
أخرج البخاري في صحيحه ج 4 ص 47 في باب الصبر على الأذى وقول الله تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم) من كتاب الأدب، قال: حدثنا الأعمش قال سمعت شقيقا يقول قال عبد الله: قسم النبي صلى الله عليه وآله قسمة كبعض ما كان يقسم فقال رجل من الأنصار والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت أما أني لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله فأتيته وهو في أصحابه فساورته فشق ذلك على النبي وتغير وجهه وغضب حتى وددت أني لم أكن أخبرته ثم قال: قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر.
كما أخرج البخاري في الكتاب نفسه أعني كتاب الأدب في باب التبسم والضحك.
قال حدثنا أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وآله وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
كما أخرج البخاري في كتاب الأدب في باب من لم يواجه الناس بالعتاب قال: قالت عائشة صنع النبي صلى الله عليه وآله شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك