سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما).
فهذه الآية الكريمة كلها مدح لرسول الله والصحابة الذين معه الذين هم - على الوصف الذي ذكره الله تعالى - من الشدة على الكفار ومن الرحمة على بعضهم البعض، وتمضي الآية الكريمة في مدح هؤلاء وذكر أوصافهم حتى تنتهي بوعده سبحانه وتعالى بالمغفرة والأجر العظيم ليس لكل الصحابة المذكورين ولكن للبعض منهم، الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فكلمة منهم التي ذكرها الله تعالى دلت على التبعيض وأوحت أن البعض من هؤلاء لا تشملهم مغفرة الله ورضوانه ودلت أيضا على أن البعض من الصحابة انتفت منهم صفة الإيمان والعمل الصالح، فهذه من الآيات المادحة والقادحة في آن واحد فهي بينما تمدح نخبة من الصحابة تقدح في آخرين.
ومن المؤسف المثير أن الكثيرين يستدلون بهذه الآية الكريمة على عصمة الصحابة وعدالتهم ويحتجون بها على الشيعة، في حين أنها حجة عليهم واضحة جلية في تأييد الشيعة القائلين بتقسيم الصحابة إلى مؤمن مخلص استكمل الإيمان وعمل الصالحات فوعده الله المغفرة والرضوان والأجر العظيم، وآخر أسلم ولما يدخل الإيمان في قلبه أو آمن وعمل صالحا في عهد الرسالة ولكنه انقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وقد توعده الله بإحباط أعماله لمجرد رفع صوته فوق صوت النبي، فما بالك بمن عصى الله ورسوله، وضل ضلالا مبينا، ثم ما بالك بمن حكم بما لم ينزل إليه أو بدل أحكام الله فأحل ما حرمه الله وحرم ما أحله الله، واتبع في كل ذلك رأيه وهواه.
2 - آية الانقلاب قال تعالى في كتابه العزيز: