بداية الدراسة المعمقة الصحابة عند الشيعة والسنة من أهم الأبحاث التي أعتبرها الحجر الأساسي في كل البحوث التي تقود إلى الحقيقة، هو البحث في حياة الصحابة وشؤونهم وما فعلوه وما اعتقدوه لأنهم عماد كل شئ، وعنهم أخذنا ديننا وبهم نستضئ في الظلمات لمعرفة أحكام الله، ولقد سبق لعلماء الإسلام - لقناعتهم بذلك - البحث عنهم وعن سيرتهم.
فألفوا في ذلك كتبا عديدة أمثال: أسد الغابة في تمييز الصحابة، وكتاب الإصابة في معرفة الصحابة، وكتاب ميزان الاعتدال وغيرها من الكتب التي تناولت حياة الصحابة بالنقد والتحليل ولكنها من وجهة نظر أهل السنة والجماعة.
وثمة إشكال يتلخص في أن العلماء الأوائل غالبا ما كانوا يكتبون ويؤرخون بالنحو الذي يوافق آراء الحكام من الأمويين والعباسيين الذين عرفوا بعدائهم لأهل البيت النبوي، بل ولكل من يشايعهم ويتبع نهجهم، ولهذا فليس من الإنصاف الاعتماد على أقوالهم دون أقوال غيرهم من علماء المسلمين الذين اضطهدتهم تلك الحكومات وشردتهم وقتلتهم لأنهم كانوا أتباع أهل البيت وكانوا مصدر تلك الثورات ضد السلطات الغاشمة والمنحرفة.
والمشكل الأساسي في كل ذلك هو الصحابة، فهم الذين اختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله ذلك الكتاب الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام الساعة واختلافهم هذا هو الذي حرم الأمة الإسلامية من هذه الفضيلة ورماها في