والجماعة رغم كل ما ثبت عنهم من مخالفات.
وبحثي إنما يتعلق بهؤلاء (هذا القسم من الصحابة) حتى أتمكن من خلاله من الوصول إلى الحقيقة أو بعض الحقيقة.
أقول هذا حتى لا يتوهم أحد أني أغفلت الآيات التي تمدح أصحاب رسول الله وأبرزت الآيات القادحة فقط، بل إني خلال البحث اكتشفت أن هناك آيات مادحة تتضمن في طيها قدحا أو ما هو نقيض ذلك.
وسوف لن أكلف نفسي جهدا كبيرا كما فعلت ذلك خلال السنوات الثلاث من البحث، بل سأكتفي بذكر بعض الآيات كأمثلة، كما جرت العادة وذلك للاختصار، وعلى الذين يريدون التوسع أن يتكبدوا عناء البحث والتنقيب والمقارنة كما فعلت لتكون هدايتهم بعرق الجبين وعصارة الفكر كما يطلبه الله من كل أحد وما يتطلبه الوجدان لقناعة راسخة لا تزحزحها الرياح والعواصف ومن المعلوم بالضرورة أن الهداية التي تكون عن قناعة نفسية أفضل بكثير من التي تكون بمؤثرات خارجية.
قال تعالى يمدح نبيه: (ووجدك ضالا فهدى) (1). أي وجدك تبحث عن الحق فهداك إليه، وقال أيضا: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (2).
1 - محمد رسول الله والمثال الأول على ذلك هو آية محمد رسول الله، يقول الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على