دعوة أصدقاء للبحث كان التحول بداية السعادة الروحية إذ أحسست راحة الضمير وانشرح صدري للمذهب الحق الذي اكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لا شك فيه; وغمرتني فرحة كبيرة واعتزاز بما أنعم الله تعالى علي من هداية ورشاد.
ولم يسعني السكوت والتكتم على ما يختلج في صدري وقلت في نفسي: لا بد لي من إفشاء هذه الحقيقة على الناس (وأما بنعمة ربك فحدث) وهي من أكبر النعم أو هي النعمة الكبرى في الدنيا وفي الآخرة، و (الساكت عن الحق شيطان أخرس) (وليس بعد الحق) إلا (الضلال).
والذي زاد شعوري يقينا بوجوب نشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة والجماعة الذين يحبون رسول الله وأهل بيته ويكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتى يتبعوا الحق وهذا ما وقع لي شخصيا.
قال تعالى: (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) (1).
ودعوت أربعة أصدقاء من الأساتذة العاملين معي في المعهد كان اثنان منهم يدرسان التربية الدينية والثالث يدرس مادة العربية والرابع كان أستاذ الفلسفة الإسلامية، لم يكن أربعتهم من قفصة بل كانوا من تونس ومن جمال وسوسة،