أحد، واتبعه في ذلك أبو بكر مدة خلافته، ولكن عمر بن الخطاب اخترع طريقة جديدة وفضل السابقين على غيرهم وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين، وفضل المهاجرين كافة على الأنصار كافة، وفضل العرب على سائر العجم، وفضل الصريح على المولى (1) وفضل مضر على ربيعة، ففرض لمضر ثلاثمائة ولربيعة مائتين (2) وفضل الأوس على الخزرج (3).
فأين هذا التفضيل من سنة رسول الله؟ ونسمع عن علم عمر بن الخطاب الكثير الذي لا حصر له حتى قيل أنه أعلم الصحابة وقيل أنه وافق ربه في كثير من آرائه التي ينزل القرآن بتأييدها في العديد من الآيات التي يختلف فيها عمر والنبي صلى الله عليه وآله.
ولكن الصحيح من التاريخ يدلنا على أن عمر لم يوافق القرآن حتى بعد نزوله، عندما سأله أحد الصحابة أيام خلافته فقال: يا أمير المؤمنين أني أجنبت فلم أجد الماء فقال له عمر: لا تصل واضطر عمار بن ياسر أن يذكره بالتيمم ولكن عمر لم يقنع بذلك وقال لعمار: إنا نحملك ما تحملت (4).
فأين عمر من آية التيمم المنزلة في كتاب الله وأين علمه من سنة النبي صلى الله عليه وآله الذي علمهم كيفية التيمم كما علمهم الوضوء، وعمر نفسه يعترف في العديد من القضايا بأنه ليس بعالم، بل بأن كل الناس أفقه منه حتى ربات الحجال وبقوله عدة مرات، لولا علي لهلك عمر، ولقد أدركه الأجل ومات ولم يعرف حكم الكلالة التي حكم فيها بأحكام متعددة ومختلفة كما يشهد بذلك التاريخ.
كذلك نسمع عن بطولة عمر وشجاعته وقوته الشئ الكثير حتى قيل إن قريش خافت عندما أسلم عمر، وقويت شوكة المسلمين بإسلامه، وقيل إن الله أعز الإسلام بعمر بن الخطاب وقيل إن رسول الله لم يجهر بدعوته إلا بعد إسلام