عمر، ولكن التاريخ الثابت الصحيح، لا يوقفنا على شئ من هذه البطولة والشجاعة، ولا يعرف التاريخ رجلا واحدا من المشاهير أو حتى من العاديين الذين قتلهم عمر بن الخطاب في مبارزة أو في معركة كبدر وأحد والخندق وغيرها، بل العكس هو الصحيح فالتاريخ يحدثنا أنه هرب مع الهاربين في معركة أحد وكذلك هرب يوم حنين، وبعثه رسول الله لفتح مدينة خيبر فرجع مهزوما، وحتى السرايا التي شارك فيها كان تابعا غير متبوع، وآخرها سرية أسامة التي كان فيها مأمورا تحت قيادة الشاب أسامة بن زيد.
فأين دعوى البطولات والشجاعة من هذه الحقائق..؟ ونسمع عن تقوى عمر بن الخطاب ومخافته وبكائه من خشية الله الشئ الكثير، حتى قيل إنه كان يخاف أن يحاسبه الله لو عثرت بغلة في العراق لأنه لم يعبد لها الطريق، ولكن التاريخ الثابت الصحيح يحدثنا بأنه كان فظا غليظا لا يتورع ولا يخاف فيضرب من يسأله عن آية من كتاب الله حتى يدميه بدون ذنب اقترفه، بل وتسقط المرأة حملها لمجرد رؤيته هيبة ومخافة منه، ولماذا لم يتورع مخافة من الله عندما سل سيفه وهدد كل من يقول بأن محمدا قد مات وأقسم بالله أنه لم يمت وإنما ذهب يناجي ربه كما فعل موسى بن عمران وتوعد من يقول بموته بضرب عنقه (1).
ولماذا لم يتورع ولم يخش الله سبحانه في تهديد حرق بيت فاطمة الزهراء بالنار إن لم يخرج المتخلفون فيه للبيعة (2) وقيل له إن فيها فاطمة فقال: وإن; وتجرأ على كتاب الله وسنة رسوله فحكم في خلافته بأحكام تخالف النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة (3).
وإنما أخذت هذا الصحابي الكبير الشهير كمثل واختصرت كثيرا لعدم الإطالة ولو شئت الدخول في التفاصيل لملأت كتبا عديدة، ولكن كما قلت: إنما أذكر هذه الموارد على سبيل المثال لا الحصر.