وهذه القصة هي مصداق لحديث البطانتين والذي أشار به أبو بكر وعمر لم يكن من الخير ولا من المعروف وإلا لما تغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ومسلم في صحيحه قال سمعت عمر يقول: قسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسمة فقلت يا رسول الله لغير هؤلاء أحق منهم، أهل الصفة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنكم تسألوني بالفحش، وتبخلوني ولست بباخل (1).
وهذه القصة هي الأخرى صريحة في أن عمر بن الخطاب ليس من البطانة التي تأمر بالمعروف وتحض عليه بل هو من الذين يسألون بالفحش ويأمرون بالبخل على ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
4 - حديث التنافس على الدنيا قال صلى الله عليه وآله وسلم:
(إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض (أو مفاتيح الأرض) وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها) (2).
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد تنافسوا على الدنيا حتى سلت سيوفهم وتحاربوا وكفر بعضهم بعضا، وقد كان بعض هؤلاء الصحابة المشهورين يكنز الذهب والفضة في حين يموت بعض المسلمين جوعا ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب والطبري وغيرهم أن ثروة الزبير وحده بلغت خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعا كثيرة في البصرة وفي الكوفة وفي مصر وغيرها (3)