فقال إنا لو رخصنا لهم في هذا لأوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم فقلت لشقيق: فإنما كره عبد الله لهذا، قال: نعم (1).
ما شاء الله! لقد نصب عبد الله هذا نفسه إماما على الأمة فأفتى بما يحلو له وبما شاء هو، لا بما اقتضته أحكام الله التي أنزلها في القرآن، ورغم استدلال أبي موسى الأشعري بآية التيمم يقول عبد الله: (إنا لو رخصنا لهم في هذا) فمن أنت يا هذا؟؟ حتى تحلل وتحرم وترخص وتمنع كما تريد، ولعمري إنك اتبعت في ذلك سنة من قبلك وأصررت على العناد لتأييد رأيه الذي كان يفتي بترك الصلاة عند فقدان الماء ولم يقتنع باحتجاج عمار بن ياسر عليه بالسنة النبوية كما لم تقتنع أنت باحتجاج أبي موسى بالآية القرآنية!، أفبعد هذا يدعي علماؤنا بأن الصحابة كالنجوم بأيهم اقتدينا اهتدينا، (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون!!) (النجم: 59).
3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض. قال أنس فلم نصبر (2).
وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وآله وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده.
وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأولين الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله تحت الشجرة، ورضي الله عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحا قريبا، يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنهم أحدثوا بعد النبي وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر