وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده صلى الله عليه وآله إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون، لأن النص يقول: فأقول أصحابي.
ولأن المنافقين لم يبدلوا بعد النبي وإلا لأصبح المنافق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله مؤمنا.
كما أن هذه الأحاديث هي مصداق وتفسير لما سجلناه سابقا من الآيات الكريمة التي تحدثت عن انقلابهم وارتدادهم وتوعدهم بالعذاب الأليم.
2 - حديث اتباع اليهود والنصارى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن) (1).
وللباحث أن يتسأل عندما يقرأ هذا الحديث المجمع على صحته، ماذا فعل الصحابة المقصودون بهذا الحديث من فعل اليهود والنصارى حتى وصفهم رسول الله بأنهم يتبعونهم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوا مدخلهم.
ومن المعلوم من القرآن الكريم ومن التاريخ الصحيح أن اليهود تمردوا على موسى رسول الله إليهم وعصوا أمره وآذوه، وعبدوا العجل في غيابه وتآمروا على أخيه هارون وكادوا يقتلونه، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله جزاء بما كانوا يفعلون، وقد ارتدوا بعد إيمانهم وتآمروا على أنبياء الله وكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم ففريقا كذبوا وفريقا يقتلون، ووصل بهم الأمر أن تآمروا على سيدنا عيسى وبهتوا أمه الطاهرة ولم يهدؤوا حتى قتلوه وصلبوه بزعمهم (2) واختلفوا بعد ذلك وتفرقوا فيه فمن قائل بأنه دجال كذاب، ومن