ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ٢٠٠
وقد نجد أن المستكبرين في كل عصر يميلون إلى الاجتهاد ويطبلون له لأنه يفسح لهم المجال للوصول إلى مآربهم من كل طريق، أما النصوص فتقطع عليهم وجهتهم وتحول بينهم وبين ما يرومون.
ثم أن الاجتهاد وجد له أنصارا في كل عصر ومصر حتى من المستضعفين أنفسهم لما فيه من سهولة التطبيق وعدم الالتزام.
ولأن النص فيه التزام وعدم حرية وقد يسمى عند رجال السياسة الحكم الثيوقراطي يعني حكم الله ولأن الاجتهاد فيه حرية وعدم التزام بالقيود وربما يسمونه الحكم الديمقراطي يعني حكم الشعب فالذين اجتمعوا في السقيفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ألغوا الحكومة الثيوقراطية التي أسسها رسول الله على مبدأ النصوص القرآنية، وأبدلوها بحكومة ديمقراطية يختار الشعب فيها من يراه صالحا لقيادته، على أن أولئك الصحابة لم يكونوا ليعرفوا كلمة (الديمقراطية) لأنها ليست عربية ولكنهم يعرفون نظام الشورى (1).
فالذين لا يقبلون النص على الخلافة - اليوم - هم أنصار (الديمقراطية) ويفتخرون بذلك مدعين أن الإسلام هو أول من ارتأى هذا النظام، وهم أنصار الاجتهاد والتجديد وهم اليوم أقرب ما يكونون من النظم الغربية ولذلك نسمع اليوم من الحكومات الغربية تمجيدا لهؤلاء وتسميتهم بالمسلمين المتطورين والمتسامحين.
أما الشيعة أنصار (الثيوقراطية) أو حكومة الله والذين يرفضون الاجتهاد مقابل النص ويفرقون بين حكم الله والشورى، فالشورى عندهم لا علاقة لها بالنصوص وإنما الاجتهاد والشورى في ما لا نص فيه، أفلا ترى أن الله سبحانه

(1) رغم أنه في الواقع لم يحصل حتى هذا النوع من الانتخاب إذ أن الذين انتخبوا لا يملكون حق تمثيل الأمة بأي وجه من الوجوه علاوة على غياب الكثيرين من وجوه المسلمين الذين لهم حق الانتخاب فكانت كما جاء في الشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين يخاطب أبا بكر:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 ديباجة 7
3 لمحة وجيزة من حياتي 9
4 الحج إلى بيت الله الحرام 13
5 الرحلة الموفقة 21
6 في مصر 23
7 لقاء في الباخرة 27
8 زيارة العراق لأول مرة 33
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 35
10 الشك والتساؤل 43
11 السفر إلى النجف 49
12 لقاء العلماء 53
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 61
14 الشك والحيرة 71
15 السفر إلى الحجاز 77
16 بداية البحث 78
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 89
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 93
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 95
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 100
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 111
22 1 - آية محمد رسول الله 112
23 2 - آية الانقلاب 113
24 3 - آية الجهاد 115
25 4 - آية الخشوع 117
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 119
27 1 - حديث الحوض 119
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 120
29 3 - حديث البطانتين 123
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 124
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 127
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 127
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 130
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 132
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 134
36 بداية التحول 147
37 محاورة مع عالم 149
38 أسباب الاستبصار 161
39 1 - النص على الخلافة 161
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 164
41 3 - علي أولى بالاتباع 167
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 172
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 179
44 1 - حديث الثقلين 179
45 2 - حديث السفينة 189
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 191
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 197
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 203
49 دعوة أصدقاء للبحث 205
50 هدى الحق 211