لابن حجر وأمثاله الذين يحاولون جهدهم طمس الحقائق التي أنفق معاوية بن أبي سفيان كل ما يملك من الذهب والفضة في سبيل طمسها فلم يفلح، فكيف يمكن لابن حجر أن يطمسها بطعنه في الرواة الثقاة، وقد كان لمعاوية زيادة على المال، الحول والطول والسلطة والجاه ومع ذلك فشل فشلا ذريعا وطواه الزمان في خبر كان بينما بقي نور الإمام علي يشع على مر الأيام، فكيف يتسنى لابن حجر وأضرابه أن يشككوا في حقيقة أهل البيت بمجرد الطعن في الرواة الأمناء الثقاة؟؟ فهيهات هيهات أن ينطفئ نور الله بالأفواه!..
ومرة يخرجون الحديث في الطبعة الأولى ويحذفونه في الطبعات الأخرى بدون أي إشارة إلى مبرر الحذف رغم أن المطلعين يدركون سبب ذلك!! مثال ذلك ما فعله محمد حسين هيكل في كتابه (حياة محمد) في الطبعة الأولى ص 104 قال:
عندما نزل قوله سبحانه (وأنذر عشيرتك الأقربين) ثم أورد القصة كما ذكرها المؤرخون وفي آخرها قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم.!) ولكنه حذفها في الطبعة الثانية وما بعدها من الطبعات بدون إشارة ولا تعليق يشيران من قريب أو من بعيد لسبب حذفه هذه الفقرة من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان الشيخ محمد جواد مغنية - والعهدة عليه - نقل في كتابه (الشيعة في الميزان) هذه الحادثة وقال أن محمد حسين هيكل حذف هذه الفقرة مقابل آلاف الجنيهات، وبما أن هيكل لم يكذب الخبر ولم يعلل حذفه للفقرة المذكورة، فقد تبين صدق الشيخ محمد جواد مغنية، واطلاعه الواسع على مجريات الأمور!.
على أننا نقول لهؤلاء وأمثالهم الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا: اتقوا الله وقولوا قولا سديدا وتذكروا قوله سبحانه وتعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) سورة البقرة آية 159، وقوله سبحانه وتعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا، أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) سورة البقرة آية 174.