كما نصحني السيد الصدر بعدم الانزواء وأمرني بأن أتقرب أكثر من إخواني أهل السنة كلما حاولوا الابتعاد عني، وأمرني أن أصلي خلفهم حتى لا تكون القطيعة، وأن أعتبرهم أبرياء فهم ضحايا الإعلام والتاريخ المزيف، والناس أعداء ما جهلوا.
وقد نصحني السيد الخوئي بالشئ نفسه تقريبا، كما كان السيد محمد علي الطباطبائي الحكيم يبعث لنا دائما بنصائحه في رسائل متعددة كان لها أثر كبير في سيرة الإخوة المستبصرين على الهدى.
هذا وقد تعددت زياراتي للنجف الأشرف ولعلماء النجف في مناسبات كثيرة، ثم آليت على نفسي أن أقضي العطلة الصيفية من كل عام في رحاب الإمام علي أحضر دروس السيد محمد باقر الصدر التي استفدت منها كثيرا ونفعتني أيما نفع كما آليت على نفسي أن أزور مقامات الأئمة الاثني عشر وقد حقق الله أمنيتي بأن وفقني حتى لزيارة الإمام الرضا الذي يوجد مرقده في مشهد وهي مدينة قرب الحدود الروسية في إيران وهناك تعرفت على أبرز العلماء واستفدت منهم كثيرا.
كما أعطاني السيد الخوئي الذي كنا نقلده وكالة للتصرف في الخمس والزكاة وإفادة المجموعة المستبصرة عندنا بما تحتاجه من كتب وإعانات وغير ذلك، وقد كونت مكتبة مفيدة بها أهم المصادر التي تخص البحث وتجمع كتب الفريقين وتحمل اسم مكتبة أهل البيت (عليهم السلام) وقد أفادت الكثيرين والحمد لله.
وزاد الله فرحتنا فرحتين وسعادتنا سعادتين فقبل حوالي خمسة عشر عاما سخر لنا الله الكاتب العام لبلدية قفصة فوافق على تسمية الشارع الذي أسكن فيه باسم شارع الإمام علي بن أبي طالب (ع)، فلا يفوتني هنا أن أشكر له هذه اللفتة المشرفة، فهو من المسلمين العاملين وله ميل كبير ومحبة فائقة لشخص الإمام علي (ع) وقد أهديته كتاب المراجعات، وهو يبادل مجموعتنا حبا وتقديرا واحتراما فجزاه الله خيرا وأعطاه ما يتمنى.
وقد عمل بعض الحاقدين على إزالة اللوحة وأعيتهم الحيل وشاء الله تثبيتها