من أجل إقناعهما بالدخول في البحث العلمي الموضوعي فرفضا ذلك.
ازدادت على أثره حملة الإشاعات ضدنا من قبل البعض وبثوا في أوساطهم إشاعات غريبة بغية إبعاد الناس عني وإحاطتي بطوق من العزلة - سامحهم الله تعالى.
وبدأت العزلة من بعض الشبان ومن الشيوخ الذين يتبعون الطرق الصوفية وعشنا فترات قاسية غرباء في ديارنا وبين إخواننا وعشيرتنا ولكن الله سبحانه أبدلنا خيرا منهم فكان بعض الشبان يأتون من مدن أخرى يسألون عن الحقيقة فكنت أبذل قصارى ما في وسعي لإقناعهم بحقيقة منهج أهل البيت (ع) وبالواقع التاريخي فاستبصر عدد من الشبان في العاصمة وفي القيروان وفي سوسة وسيدي بوزيد وكنت خلال رحلتي الصيفية إلى العراق مررت بأوروبا حيث التقيت بعض الأصدقاء في فرنسا وفي هولندا وتحدثت معهم في الموضوع فاستبصروا والحمد لله.
وكم كانت فرحتي عظيمة عندما قابلت السيد محمد باقر الصدر في النجف الأشرف وكان في بيته نخبة من العلماء وأخذ السيد يقدمني إليهم بأني بذرة التشيع لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله في تونس كما أعلمهم بأنه بكى تأثرا عندما وصلته رسالتي مهنئة تحمل إليه بشرى احتفالنا أول مرة بعيد الغدير السعيد وشكوت إليه ما نلاقيه من مقاومة ومن بث الإشاعات ضدنا والعزلة التي نواجهها.
وقال السيد في معرض كلامه: (لا بد) من تحمل المشاق لأن طريق أهل البيت صعب ووعر، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: إني أحبك يا رسول الله! فقال له: أبشر بكثرة الابتلاء، فقال: وأحب ابن عمك عليا!
فقال: أبشر بكثرة الأعداء، فقال: وأحب الحسن والحسين! فقال له: فاستعد للفقر وكثرة البلاء، وماذا قدمنا نحن في سبيل دعوة الحق التي دفع ثمنها أبو عبد الله الحسين (ع) بنفسه وأهله وذريته وأصحابه، كما دفع ثمنها الشيعة على مر التاريخ وما زالوا حتى اليوم يدفعون ثمن ولائهم لأهل البيت (ع)، فلا بد يا أخي من تحمل بعض الأتعاب والتضحية في سبيل الحق فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها.