وتأتي أنت اليوم في القرن الرابع عشر لتشكك في عدالة الصحابة وبالخصوص أبي بكر وعمر.
ألم تعلم بأن أهل العراق هم أهل الشقاق، هم أهل الكفر والنفاق!!.
- ماذا أقول لهذا العالم المدعي العلم الذي أخذته العزة بالإثم، فتحول من الجدال بالتي هي أحسن إلى التهريج والافتراء وبث الإشاعات أمام مجموعة من الناس المعجبين به والذين احمرت أعينهم وانتفخت أوداجهم ولاحظت في وجوههم الشر.
فما كان مني إلا أن أسرعت إلى البيت وأتيتهم بكتاب الموطأ للإمام مالك وصحيح البخاري وقلت يا سيدي: إن الذي بعثني على هذا الشك هو رسول الله نفسه وفتحت كتاب الموطأ وفيه روى مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصديق، ألسنا يا رسول الله إخوانهم أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي! فبكى أبو بكر ثم بكى ثم قال: (إننا لكائنون بعدك) (1).
ثم فتحت صحيح البخاري وفيه دخل عمر بن الخطاب على حفصة وعندها أسماء بنت عميس فقال - حين رآها - من هذه؟ قالت أسماء بنت عميس، قال عمر الحبشية هذه، البحرية هذه.
قالت أسماء نعم، قال سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم.
فغضبت وقالت كلا والله، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسوله وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك للنبي أسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه، فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله قالت يا نبي الله، عمر قال كذا وكذا