قال فما قلت له قالت كذا وكذا.
قال: ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شئ هم به أفرح ولا أعظم ما في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه وآله (1).
وبعد ما قرأ الشيخ العالم والحاضرون معه الأحاديث تغيرت وجوههم وبدأوا ينظرون بعضهم إلى بعض ينتظرون رد العالم الذي صدم فما كان منه إلا أن رفع حاجبيه علامة التعجب وقال: (وقل رب زدني علما).
فقلت: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو أول من شك في أبي بكر ولم يشهد عليه لأنه لا يدري ماذا سوف يحدث من بعده، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقر بتفضيل عمر بن الخطاب على أسماء بنت عميس بل فضلها عليه، فمن حقي أن أشك وأن لا أفضل أحدا حتى أتبين وأعرف الحقيقة ومن المعلوم أن هذين الحديثين يناقضان كل الأحاديث الواردة في فضل أبي بكر وعمر ويبطلانها، لأنهما أقرب إلى الواقع المعقول من أحاديث الفضائل المزعومة; قال الحاضرون! وكيف ذلك؟.
قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يشهد على أبي بكر وقال له إنني لا أدري ماذا تحدثون بعدي! فهذا معقول جدا وقد قرر ذلك القرآن الكريم والتاريخ يشهد أنهم بدلوا بعده ولذلك بكى أبو بكر وقد بدل وأغضب فاطمة الزهراء بنت الرسول - كما سبق - وقد بدل حتى ندم قبل وفاته وتمنى أن لا يكون بشرا.
أما الحديث الذي يقول: (لو وزن إيمان أمتي بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر) فهو باطل وغير معقول، ولا يمكن أن يكون رجل قضى أربعين سنة من عمره يشرك بالله ويعبد الأصنام أرجح إيمانا من أمة محمد بأسرها، وفيها أولياء الله الصالحين والشهداء والأئمة الذين قضوا أعمارهم كلها جهادا في سبيل الله،