ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٥٤
قال فما قلت له قالت كذا وكذا.
قال: ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شئ هم به أفرح ولا أعظم ما في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه وآله (1).
وبعد ما قرأ الشيخ العالم والحاضرون معه الأحاديث تغيرت وجوههم وبدأوا ينظرون بعضهم إلى بعض ينتظرون رد العالم الذي صدم فما كان منه إلا أن رفع حاجبيه علامة التعجب وقال: (وقل رب زدني علما).
فقلت: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو أول من شك في أبي بكر ولم يشهد عليه لأنه لا يدري ماذا سوف يحدث من بعده، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقر بتفضيل عمر بن الخطاب على أسماء بنت عميس بل فضلها عليه، فمن حقي أن أشك وأن لا أفضل أحدا حتى أتبين وأعرف الحقيقة ومن المعلوم أن هذين الحديثين يناقضان كل الأحاديث الواردة في فضل أبي بكر وعمر ويبطلانها، لأنهما أقرب إلى الواقع المعقول من أحاديث الفضائل المزعومة; قال الحاضرون! وكيف ذلك؟.
قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يشهد على أبي بكر وقال له إنني لا أدري ماذا تحدثون بعدي! فهذا معقول جدا وقد قرر ذلك القرآن الكريم والتاريخ يشهد أنهم بدلوا بعده ولذلك بكى أبو بكر وقد بدل وأغضب فاطمة الزهراء بنت الرسول - كما سبق - وقد بدل حتى ندم قبل وفاته وتمنى أن لا يكون بشرا.
أما الحديث الذي يقول: (لو وزن إيمان أمتي بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر) فهو باطل وغير معقول، ولا يمكن أن يكون رجل قضى أربعين سنة من عمره يشرك بالله ويعبد الأصنام أرجح إيمانا من أمة محمد بأسرها، وفيها أولياء الله الصالحين والشهداء والأئمة الذين قضوا أعمارهم كلها جهادا في سبيل الله،

(١) صحيح البخاري ج ٣ ص ٣٨٧ باب غزوة خيبر.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 ديباجة 7
3 لمحة وجيزة من حياتي 9
4 الحج إلى بيت الله الحرام 13
5 الرحلة الموفقة 21
6 في مصر 23
7 لقاء في الباخرة 27
8 زيارة العراق لأول مرة 33
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 35
10 الشك والتساؤل 43
11 السفر إلى النجف 49
12 لقاء العلماء 53
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 61
14 الشك والحيرة 71
15 السفر إلى الحجاز 77
16 بداية البحث 78
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 89
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 93
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 95
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 100
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 111
22 1 - آية محمد رسول الله 112
23 2 - آية الانقلاب 113
24 3 - آية الجهاد 115
25 4 - آية الخشوع 117
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 119
27 1 - حديث الحوض 119
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 120
29 3 - حديث البطانتين 123
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 124
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 127
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 127
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 130
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 132
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 134
36 بداية التحول 147
37 محاورة مع عالم 149
38 أسباب الاستبصار 161
39 1 - النص على الخلافة 161
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 164
41 3 - علي أولى بالاتباع 167
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 172
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 179
44 1 - حديث الثقلين 179
45 2 - حديث السفينة 189
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 191
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 197
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 203
49 دعوة أصدقاء للبحث 205
50 هدى الحق 211