لا شك سمعت كل ذلك ولكنها لا تحبه ولا تذكر اسمه بل إنها لما سمعت بموته سجدت شكرا لله (1).
ودعني من كل هذا فأنا لا أريد البحث عن تاريخ أم المؤمنين عائشة ولكن أريد الاستدلال على مخالفة كثير من الصحابة لمبادئ الإسلام وتخلفهم عن أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله، ويكفيني من فتنة أم المؤمنين دليل واحد أجمع عليه المؤرخون; قالوا لما جازت عائشة ماء الحواب ونبحتها كلابها تذكرت تحذير زوجها رسول الله ونهيه إياها أن تكون هي صاحبة الجمل، فبكت وقالت ردوني، ردوني.
ولكن طلحة والزبير جاءاها بخمسين رجلا جعلا لهم جعلا، فأقسموا بالله أن هذا ليس بماء الحوأب فواصلت مسيرها حتى البصرة، ويذكر المؤرخون أنها أول شهادة زور في الإسلام (2).
دلونا أيها المسلمون يا أصحاب العقول النيرة على حل لهذا الإشكال، أهؤلاء هم الصحابة الأجلاء الذين نحكم نحن بعدالتهم ونجعلهم أفضل البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله! فيشهدون شهادة الزور التي عدها رسول الله صلى الله عليه وآله من الكبائر الموبقة التي تقود إلى النار.
والسؤال نفسه يعود دائما ويتكرر أيهم على الحق وأيهم على الباطل، فإما أن يكون علي ومن معه ظالمين وعلى غير الحق، وإما أن تكون عائشة ومن معها وطلحة والزبير ومن معهم ظالمين وعلى غير الحق وليس هناك احتمال ثالث، والباحث المنصف لا أراه إلا مائلا لأحقية علي الذي يدور الحق معه حيث دار، نابذا فتنة (أم المؤمنين عائشة) وأتباعها الذين أوقدوا نارها وما أطفأوها حتى أكلت الأخضر واليابس وبقيت آثارها إلى اليوم.
ولمزيد البحث وليطمئن قلبي أقول أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر، قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى