ثم أين أبو بكر من هذا الحديث؟ لو كان صحيحا لما كان في آخر حياته يتمنى أن لا يكون بشرا.
ولو كان إيمانه يفوق إيمان الأمة ما كانت سيدة النساء، فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله، تغضب عليه وتدعو الله عليه في كل صلاة تصليها.
ولم يرد العالم بشئ، ولكن بعض الجالسين قالوا: لقد بعث - والله - هذا الحديث الشك فينا، عند ذلك تكلم العالم ليقول لي: أهذا ما تريده؟ لقد شككت هؤلاء في دينهم وكفاني أحدهم الرد عليه إذ قال: كلا، إن الحق معه، نحن لم نقرأ في حياتنا كتابا كاملا، واتبعناكم واقتدينا بكم في ثقة عمياء بدون نقاش، وقد تبين لنا الآن أن ما يقوله الحاج صحيح، فمن واجبنا أن نقرأ ونبحث!! ووافقه على رأيه بعض الحاضرين، وكان ذلك انتصارا للحق والحقيقة، ولم يكن انتصارا بالقوة والقهر ولكنه انتصار العقل والحجة والبرهان (وقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
ذلك ما دفعني وشجعني على الدخول في البحث وفتح الباب على مصراعيه فدخلته باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، راجيا منه سبحانه وتعالى التوفيق والهداية فهو الذي وعد بهداية كل باحث عن الحق وهو لا يخلف وعده.
قرأت كتاب المراجعات للإمام شرف الدين وراجعته عدة مرات وقد فتح أمامي آفاقا سببت هدايتي وشرحت صدري لحب أهل البيت ومودتهم.
وقرأت كتاب الغدير للشيخ الأميني وأعدته ثلاث مرات لما فيه من حقائق دامغة واضحة جلية وقرأت كتاب فدك في التاريخ للسيد محمد باقر الصدر وكتاب السقيفة للشيخ محمد رضا المظفر وفهمت منهما أسرارا غامضة اتضحت، كما قرأت كتاب النص والاجتهاد فازددت يقينا ثم قرأت كتاب أبي هريرة لشرف الدين وشيخ المضيرة للشيخ محمود أبو رية المصري وعرفت أن الصحابة الذين غيروا بعد رسول الله قسمان، قسم غير الأحكام بما له من السلطة والقوة الحاكمة، وقسم غير الأحكام بوضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم قرأت كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر وعرفت